32 - الاستعداد للمهمة الأولى !!

سام = هاري

-----------------------------------------------------------------------------------

تعداد سكان مملكة القمر العميقة لا يتجاوز 2300 نسمة ..

لكن كلٌ فرد لديه تخصصه , كل فرد فعال وسط هذا المجتمع السري , كل فرد من مملكة القمر العميقة يساهم في منظمة الشعاع ..

قام الاخوة بتفحص المدينة العميقة .. مدينة القمر العميقة الأسطورية لم تكن بتلك البساطة , تحتوي هذه المدينة على نظام تهوية متقدم , و نظام إنارة روحي جد معقد , و تمتلك المدينة مستشعرات روحية جد قوية تستطيع ملاحظة أدنى حركة روحية داخلها ... إنها مدينة محصنة و فريدة من نوعها !!

افترق سام عن اخوته وذهب نحو المكتبة العليا !!

بينما قام الأخوان (ليون و ريتشارد ) بتفقد مراكز أخرى ....

دخل سام الى المكتبة , لقد كانت أفضل و أكبر مكتبة رآها في كل حياته ..

رفوف جد طويلة و ديكور أسطوري , تهوية رائعة ... إنها مكتبة أسطورية فعلاً ..

سام يفكر :" يا للهول .... هذه المكتبة الضخمة ... كم تحمل من الأسرار , هذا جيد يجب أن أستقي ما استطعت من المعرفة ... لازلت أجهل الكثير عن القوة الروحية و أجناس القارة ... بعدما دخلت الى الاجتماع عرفت مدى جهلي مجدداً !! "

تقدم سام نحو الرفوف الكبيرة , كان في حيرة من أين سيبدأ البحث .

فجأة !!

" ابن أرسلان عن ماذا تبحث ؟" صوت كالهدير جاء من خلف سام !!

استدار سام و وجد رجلاً عجوزاً ضعيف البنية و قصير القامة , صوته كان كالرعد و نبرته أهاجت غرائز سام الدفاعية بالكامل !!

سام :" كيف ظهرت خلفي ؟؟ ... أنت سريع جداً بالنظر لعمرك أيها الشيخ "

رد الرجل العجوز :" أنا أمين المكتبة , أنا أمين أسرار منشأة بالغة الحساسية , لقد قمت بحراسة المكتبة منذ أن كان أرسلان يتعلم المشي , أيها الصبي !! .... "

أطلق العجوز قوة روحية مستبدة نحو سام ..

سام يتمتم :" تـــبـاً !! ما هذا الحضور !! "

خرج الدم من فم و أنف سام ... لقد كان يقاوم بكل قوته كي يثبت و لا يسقط .

سام يفكر :" تباً , أصحاب الصحوة انهم أقوياء بشكل مبالغ فيه "

الرجل العجوز :" أنت ضعيف جداً أيها الفتى .... و لكن أستشعر قوة فريدة منك .... لا ... لا .... لأكون صريحاً , أنت كالبئـر المظلم لا أكاد أرى عمقك ... أنت مثير للاهتمام .. ما هو عنصرك الروحي !! "

خرجت هالة سوداء من جسد سام .

سام :" أنا مقاتل ظلام !! "

الرجل العجوز :" أنا لم أسمع بعنصر روحي يسمى الظلام من قبل ... لقد سبق و سمعت بعناصر شاذة لكن لم أسمع بالظلام من قبل ... كم شخصاً رأى عنصرك الروحي لحد الآن !! "

سام :" لا أدري ... لكن لم أخفي قدرتي من قبل !! "

الرجل العجوز :" لقد ارتكبت خطأً كبيراً .... القوى الكبرى ستسعى الى تجنيدك ... لذلك سيقومون بالبحث عن خلفيتك و هذا سيكون شيئاً مزعجاً لمملكة القمر و منظمة الشعاع* !! "

سام :" أنت محق .... !! "

الرجل العجوز :" إذاً , هل قمت بمعرفة خاصيات عنصرك الروحي و خاصيات العناصر الأخرى الأساسية ؟؟؟ ! "

سام :" ماذا تقصد ؟؟ "

الرجل العجوز :" كما توقعت , لم تفعل بعد !! "

تقدم العجوز ببطأ نحو سام !!

العجوز :" كل عنصر له خاصيات مميزة له , كل عنصر له نقاط ضعف أيضاً , سأعطيك مثالأ , عنصر الماء عنصر هجومي و دفاعي رائع لكن لديه نقطة ضعف خطيرة اذا التقى مقاتل مائي مع مقاتل ذو عنصر البرق , لن يكون ذرع الماء ذو فائدة لأن البرق يمر عبر الماء و الماء موصل للبرق , اذاً ستكون الغلبة في الظروف العادية لمقاتل البرق , كمقاتل يجب أن تعلم جل نقاط الضعف و القوة لديك و لدى خصومك , هكذا ستربح نصف المعركة و هي معركة العقل و التحليل , يجدر الذكر أيضاً أنه في بعض الأحيان تتبدل صفات العنصر الروحي ذاته , بمعنى قد تتغير خصائص العنصر الروحي نفسه و يتغير جوهرها من شخص لآخر !! "

سام :" أنت محق ... لازلت لم أفهم عنصري بشكل جيد لحد الآن !! ... لذلك لا أستطيع استخدام كل مميزاته و في نفس الوقت لا أستطيع معرفة نقاط ضعفه , كما أنني لم أحلل عناصر الآخرين نظرياً بتعمق بعد !! "

حرك الرجل العجوز يده , تحركت مجموعة من الكتب و اتجهت نحو سام .

الرجل العجوز :" خد هذه الكتب ستعلمك و تفيدك !! "

سام :" شكراً أيها الشيخ ... لكن لو سمحت أريد أن آخد كُتباً عن أجناس القارة , و تضاريسها , و أيضاً كتباً عن أسرار ما قبل الألف سنة !! "

وقف الرجل العجوز بذهول و قال :" اذاً أنت من محبي القراءة ... سأمدك بكل ما تحتاج ... لكن فيما يخص ما قبل الألف سنة لا أستطيع ... و تذكر جيداً لا يحق لك اخراج الكتب من المكتبة العليا و لا أريد أن أخبرك بعواقب فعل ذلك !! "

سام :" نعم , شكراً لك أيها الشيخ !! "

سقطت مجموعة من الكتب الجديدة نحو سام ... حملها سام بلهفة و حب , لقد عشق سام الكتب عشقاً .

جلس سام في مكان جانبي و بدأ يغوص في معطيات الكتب .

لقد كان كالجائع الذي لم يأكل لأشهر ... .. .. كان سام جاهلاً بالعديد من الأمور عن القارة و حاول أن يفهم كل ما يجهله , لأنه يعلم بأن معلومة صغيرة كفيلة بهز أمة و تغيير مصيرها ...

مضى أسبوع كامل .

خرج سام أخيراً من المكتبة العليا ..

سام يفكر :" يجب أن أقوم الآن بالتدرب و الـتأمل ... أنا متفائل ... قد أحقق نتائج عظيمة ! "

توجه سام نحو مركز خاص بالتدريب و دخل الى غرفة خاصة , الغرفة كانت معدة للتدرب و متينة و مصفحة بالمعادن و هادئة ....

سام يفكر :" الآن لقد استوعبت نقاط ضعف و قوة كل العناصر الروحية الأساسية ( نار , برق , ماء , أرض ,رياح )

عنصري لم يذكر في أي كتاب و بالتالي يجب أن أقوم بتحليله بنفسي و يجب أن أبتكر حركة دفاعية أيضاً "

خرجت هالة سوداء قاتمة و غلفت سام , لقد كان ظلامه الدامس

سام يفكر :" أستطيع ربط ظلامي بالظلال ... لقد ابتكرت هجوم الأسهم من خلال هذه الخاصية .. ظلامي يستطيع التشكل و هذه الخاصية فريدة , بالاضافة الى ملاحظتي لشيء هام ... الظلام عادة يختفي مباشرة بمجرد ظهور النور لكن ظلامي لا يفعل , أ يعقل أن قوة النور لم ترتقي لردع ظلامي ؟؟ ... أي أنه يجب أن يُسَلَطَ على ظلامي ضوء أقوى منه ليقوم بطمسه !! "

سام يفكر :" عنصر الظلام , اته فريد... بعد أن استخدمته في المعارك بدأت أفهمه قليلاً , و لاحظت أيضاً أشياء غريبة فيه , الظلام لديه قوة فريدة في جذب الأشياء بطريقة غير مفهومة و كأن الظلام يحاول الالتصاق بالأجسام المحيطة به و الأهم أهم خاصية و هي * الاخفاء* بحكم رأيتي لعناصر مختلفة و استشعاري لها . أكاد أجزم أن عنصري الروحي أكثرهم تفوقاً في التمويه , اذا استطعت تعلم اخفاء قوتي الروحية فسيكون ذلك شيـــئاً رهيباً "

جلس سام القرفصاء :" كلما قُلتُ أنني على بينةٍ من أمري , كلما ظننت أنني أفقه و أعلم ,أكتشف لاحقاً أنني كنت ساذجاً .... اذاً ما الذي فاتني هذه المرة أيضاً ... مهلاً لحظة لقد تذكرت شيئاً .... !! "

وقف سام على عجل و صرخ :" إن كنت على صواب فهذا سيكون أمراً جللاً "

تذكر سام ظاهرة قوية تحدث في السماوات , ظاهرة تقوم بامتصاص الحياة و الجماد ظاهرة حيرت الناس و العلماء .. إنها الثقوب السوداء !!

سام :" منذ بدئي في استعمال قوتي الروحية , أي الظلام أحست دائماً بجذب الظلام للمواد و القوى ... , هذه الدلاة كافية , اذا جعلت الظلام يدور بسرعة كافية و كثفته بأقصى قوتي فسيقوم بامتصاص المواد و الأهم سيمتص و يشتت الهجمات الروحية الخطيرة التي لا أستطيع صدها , حينها سأكون قد صنعت ثقباً أسود مصغر , قد لا يمتلكان نفس خصائص العمل لكنهما يتشاركان نفس النتيجة نسبياً !! "

سام يفكر :" هيا أيها الظلام !! "

قام سام ببسط يده و بدأ الظلام يتسرب من يده و يدور حولها مشكلاً عاصفة صغيرة .

سام يفكر :" طريقة التدوير , كمية الظلام الذي يجب أن أطلقه بالاضافة الى سرعة التدوير كلها عوامل مهمة .... لازلت بعيداً عن اتقان الحركة .. يجب أن أجعل قوة الشفط كبيرة مستخدما نفس طريقة عمل المكنسة ( أي جذب الهواء من خلال دوران الظلام القوي ) و مستخدماً عامل الجذب أي خاصية الظلام العجيبة , مستغلاً نفس مبدأ عمل المغناطيس "

بقي سام يتدرب الى المساء و بدأ يحس بأن قوته تستنفد ..

لكن في المقابل أحس بأنه قريب من الاختراق الى المستوى السادس من مرحلة تجميع الروح !!

سام يفكر :" بمستواي الحالي ( المستوى 5 ) أستطيع تجميع كمية محدودة من الظلام , يجب أن أتخطى الحدود , يجب أن أكسر الحاجز... "

اتخد سام وضعية دفاعية من جديد و مدّ يده , خرج الظلام بلا هوادة , مشكلاً اعصاراً مصغراً , مركزه في كف سام .

سام :" أكاد أبلغ , أنا أحس بذلك "

تعرق سام و حاول المقاومة , استنفد تقريباً ثلثي قوته الروحية و لم يستطع بعد صنع ثقب أسود مصغر , في المقابل كان يكسر حاجز المستوى 6 ببطئ.

سام :" هـــــــــــــــــــيـــــــــــــــــا ... "

أخرج سام الثلث المتبقي من قوته الروحية و زادت كمية الظلام .

سام يفكر :" أنا في آخر طور أعتقد أنني قد أنجح , انها أخطر مرحلة ... يجب أن أجعل تدفق الظلام من يدي لا يتوقف و أحافظ على انسيابه و أتحكم في سرعته و أقوم بضغطه و أتفادى تشتته في نفس الوقت .... هذا صعب "

توقف الظلام من الانسياب و تباطئ الاعصار المصغر تدريجياً و توقف في الأخير ...

سام يفكر :" رب ضارة نافعة .... لازلت لم أصقل التقنية , لكن أنا على شفى الاختراق "

جلس سام القرفصاء و بدأ يتأمل سرعانما تحطم الحاجز ... قوة روحية كبيرة تدفقت من سائر جسده و بدأت الشوائب تخرج منه ببطئ ....

بووووم !!!

انتفضت الطاقة الروحية السوداء منه .

سام يفكر :" سوف أستغل القوة المتراكمة الخاصة بالاختراق , لتشكيل ثقب أسود مصغر كتجربة !!! "

وقف سام و جسده يهتز بالطاقة السوداء الحالكة المظلمة ..

بسط يده و عززها باليد الأخرى , ثبت قدماه .

فجأة أمواج من الطاقة السوداء خرجت من كفه , بدا الأمر كأن سداً كبيراً فتح للتو !!

دار الظلام كالاعصار و كثفه سام , حاول التحكم فيه و تعرق بشدة , بدا مشهداً مهيباً , كمية الظلام كبيرة و بالتالي السيطرة عليه ستكون أصعب ...

اعصار قوي أسود بدأ يدور في كف سام بلا هوادة , بدأ باب غرفة التدريب الحديدي يهتز بقوة ...

سام :" حسنا , امتص أيها الظلام !! "

فجأة !!

انكسرت نافذة الغرفة من ضغط الشفط و اتجهت نحو الثقب .

توقف سام بسرعة و ألغى الحركة و تنحى جانباً

بوووم !!

اصدمت النافذة الحديدية بالأرض بقوة !!

سام يفكر :" حركتي لا تعمل بنفس مبدأ الثقب الأسود بشكل كامل , الثقب الأسود الحقيقي يقوم بامتصاص كل ما حوله وينقله الى مكان مجهول , حركتي الخاصة تبدد قوة الهجمات الروحية و تخفض من قوتها بدرجة كبيرة جداً , لكنها لا تبتلعها , بل تشتتها , بمعنى هذه الحركة ستساعدني في اللحظات الحرجة , علماً أنها لا ترتقي لمستوى الثقب الأسود الحقيقي ,أتمنى أن تساعدني هذه الحركة و لو قليلاً في مواكبة أصحاب الصحوة الروحية !! "

فجأة توقف سام عن الحركة و بدأ يتعرق :" تـــــــــبــــــــــــــــاً , لقد أخطأت في تأويل قدرتي .... الظلام يميل للاتصاق في المواد و القوى الروحية لأن خاصية الظلام ليس الجذب بل الامتصاص , لكن لا أعتقد أن بمستواي سأستطيع تفعيل هذه الميزة المخيفة , هذا رائــــــــــــــــــع !! "

بقي سام في غرفة التديب لأسبوع آخر , ثم خرج و توجه الى مخزن الأسلحة .

دخل سام الى المركز , لقد كان ضخماً و مزخرفاً ..

صعد الى الطابق الأول , كان الطابق الأول كبيراً و فيه مختلف أنواع الأسلحة ... بدأ سام بتفقد الأسلحة .

ظهر رجل عجوز ذو صطوة روحية قرب سام فجأة !!

كان طويلاً و نحيفاً و ذو لحية طويلة بيضاء ..

الرجل العجوز : أيها الصبي هل ترا هذه الكرة التي أحملها .. "

كان الشيخ يحمل كرة سوداء صغيرة في يده اليمنى ...

سام :" نعم أراها "

رمى الرجل العجوز الكرة في اتجاه سام , بسلاسة حرك سام يده جانبياً باتجاه الكرة .

كان سام يظن بأن امساكه للكرة سيكون أمراً بسيطاً , لكن اتضح عكس ذلك !!

لم تكن تلك كرة عادية .... كانت كرة معدنية جد ثقيلة , سام لم يدري بهذا و لم يستعد , مد يده على أساس أنه سيلتقط كرة خفيفة .

أمسك سام بالكرة و هوت يده مع الكرة الى الأرض عندما أمساكها .. ساحبةً يده معها نحو الأرض ..

أطلقها سام بسرعة , بمجرد أن أحس بوزنها الثقيل , لكن آلمه ذراعه بشدة ...

الشيخ العجوز :" حسنا , حركاتك سلسة لكن لا تملك قوة بدنية كافية ... "

سام :" نعم ما تقوله عين الصواب ... , لو سمحت أريد أن آخد خنجرين "

الرجل العجوز :" حسنا هالتك غريبة ... لكن أظن أنني أعلم ما يليق بك !! "

مد الشيخ يده و ارتفع خنجران من رف بعيد و توجهوا ليدي الشيخ تلقائياً .

الرجل العجوز :" هذان الخنجران الأسودان ... صلبان و خفيفان و حادان , مرنان و يليقان بتحركاتك ... هل تعلم ترتيب الأسلحة أيها الفتى ؟؟ "

سام :" لا , لا أعلم "

الرجل العجوز :" في القارة يتم اعطاء الأسلحة مستويات معينة لتحديد مدى قوتها

المستوى الأرضي : يعطى هذا اللقب للسلاح العادي ذو المتانة العادية , و ذانك الخنجران الذين تمتلكهما في المستوى الأرضي .

المستوى السمائي :يعطى هذا اللقب للأسلحة النادرة ... ذات الصلابة الجيدة , تصنع هذه الأسلحة للتوافق مع الطاقة الروحية و لا تكاد تقارن مع مستوى الأرض .

المستوى النجمي : أسلحة أسطورية جد جد نادرة لا يمتلكها الا قلة و لا يستطيع أي كان استخدامها لأنه سيموت ان لم يكن قوياً كفايــة, تتفاعل الأسلحة من مستوى النجمي مع الطاقة الروحية بشكل فريد , و قد تحسم معارك من بدايتها .

منذ زمن بعيد جداً , تقريباً قبل ألفي سنة توقفت الأجناس عن صناعة هذه الأسلحة ذات المستوى النجمي , هذه النوعية من الأسلحة تسبب صراعات كبرى , و تتصارع علي هذه النوعية من الأسلحة القوى العظمى في القارة !!

هذه نظرة عامة عن مستويات الأسلحة , ليست بالنظرة المعمقة لكنها كفيلة لاعطائك لمحة "

سام :" ما مستوى الخنجرين الذين تقترح هما علي ؟؟ "

الرجل العجوز :" هذان الخنجران من المستوى السماوي ... صراحة لا مجال للمقارنة بين خنجريك القديمان و هذان الخنجران الأسودان بين يدي ..!!! "

مد الرجل العجوز الخنجران الى سام .

أمسك سام الخنجران .

سام :" انهما خفيفان جداً ... و لا شك لدي في صلابتهما .. أنت محق أيها الشيخ شكراً "

سام :" أيها الشيخ , مملكة القمر العميقة , كم تملك من أسلحة من مستوى النجوم ؟؟ "

الرجل العجوز :" سؤال جريء ... لقد سألني أرسلان عندما كان في عمرك نفس السؤال ... لكنني لم أجبه حينها لأنه سر ... لكن سأقول شيئاً واحداً لك ... عندما دُمِرت منظمة السيف لم يُهَرِّب السلف أي سلاح من هذا المستوى معه ......... ترسانة منظمة السيف الأسطورية أخذتها منظمة الشمس المقدسة أو لنقل غنمتها من منظمة السيف !! "

انسحب الرجل العجوز و الحسرة تمزقه و كان ذلك جلياً .

سام يفكر :" لقد لمست وتراً حساساً !! "

أزال سام خنجريه القديمان من حزامه و وضع الجديدان مكانهما .

حينها تذكر شيئاً , تذكر مشهداً من الأرض مع جده !!

**************

الشيخ :" خد هذا الخنجر يا سام "

سام :" شكراً , جدي هذا الخنجر جميل "

الشيخ :" الخنجر لا يقيّم بجماله , بل بشدته "

رمى سام خنجره القديم و قام بتفقد الجديد .

تغيرت تعابير الشيخ بشكل جذري !!

الشيخ :" لقد نسيت شيئاً , يا أيها الشقي "

سام :" ما الذي نسيته ؟؟؟ "

الشيخ :" سلاحك لم يخنك في المعركة , لم ينسحب أو يتذمر , لذا وجب عليك كمقاتل معاملته بالمثل ... لا ترمي سلاحك أبداً و الأهم لا تمشي أبداً بدون سلاح !! "

**************

نظر سام مطولاً في خنجريه القديمان و قال :" شكراً , سلاحي لن أنساك أبداً "

لم يرمي الخنجرين بل احتفظ بهما أيضاً !!

خرج من مخزن الأسلحة و ذهب للمقر للحصول على الاذن للرجوع الى مدينة القمر , اذا حاول سام التسلل فسيموت بدون شك !!

أخد سام الإذن و صعد بمصعد خاص يتصل بداخل القصر .

.......

سام :" أخيراً رجعت الى السطج .... سأتفقد اللاجئين قبل أن أغادر المدينة ""

توجه سام الى جهة مساكن النبلاء , لقد جهز الملك أرسلان بيوتاً لائقة لكل اللاجئين , حيث يقيم هناك ملك مملكة النجوم جاي و الفتاة الصغيرة التي التقى بها سام و رفاقه من قبل , لقد عرف سام في الاجتماع الذي جرى في مملكة القمر العميقة أن ملك مملكة النجووم ( مدمرة ) و الفتاة الصغيرة و أمير مملكة السماء العالية نيد باركر و أميرة السماء العالية إيما باركر بالاضافة الى الأميرة الامبراطورية ديانا يقيمون في مملكة القمر , تم تدمير مملكة النجوم و ابادة جل شعبها لكن ملكها جاي لجأ الى مملكة القمر بنصيحة من سام حين التقى به من قبل , أما مملكة السماء العالية فلقد جرى المثل معها الا أن ملكها مات , لقد رفض الانسحاب و الاستسلام و مات في أرض المعركة , تم انقاذ الأميرين بفضل رسالة استغاثة أرسلها ملك مملكة السماء العالية روبرت باركر الى الملك أرسلان ملك مملكة القمر , لقد استطاع أرسلان انقاذهما بعد أيام من البحث , حيث كانا مطاردين من طرف أعدائهما , أما الأميرة الامبراطورية ديانا فلقد هربت بنصيحة من أخوها الأمير الرابع , و قد التجأت لمملكة القمر أيضاً .

اتجه سام نحو مكان اقامة جاي . ....

طرق سام الباب , و فُتِح بعد مدة وجيزة .

كانت الفتاة الصغيرة من فتح الباب لسام .

الفتاة بفرحة :" أيها الجد جاي , لقد جاء العم هاري !! "

ارتمت الفتاة في حضن سام (هاري ) , حملها سام بابتسامة و انتظر قدوم جاي .

جاء جاي مسرعاً ..

الشيخ جاي : ت .. تفضل أيها الأمير هاري , تفضل !! "

سام :" لقد جئت للاطمئنان عليكما !! "

جاي :" مشكور , لن أنسى فضل مملكة القمر علينا , ما حييت "

دخل سام برفقة الفتاة الصغيرة و تقدم جاي الطريق !!

جلسوا معاً حول نفس الطاولة و أحضر جاي شراباً ساخناً لسام .

جاي :" اذاً , كيف جرت الأمور في العاصمة الامبراطورية "

سام :" لقد أوصلت الرسائل الى الامبراطور , لكنه أحمق , لقد قام بخطوات متسرعة و لم يفسد المآمرة و لم يصلح شأن الامبراطورية أيضاً بل زاد الطين بلة و حسب !! "

جاي :" الأخبار تنتشر بسرعة .. لقد تم قهر المدينة الامبراطورية و ممالك قليلة لم تردخ بعد لمنظمة الطوفان !! "

سام :" نعم , الدور القادم سيكون علينا "

جاي :" لم أتصور و لو في أحلامي أن مملكة القمر ذات المستوى الأول ستهزم 4 أسياد من منظمة الطوفان .... في الحقيقة أنتم المنارة الوحيدة القادرة على التحرك حالياً ضد هذا الفساد ! "

سام نظر نحو الفتاة الصغيرة و قال :" أ تحتاجين أي شيء ؟؟ "

الفتاة :" لم يقصر الملك أرسلان , لقد أكرمنا !! "

سام :" اذا احتجتم أي شيء اعلموني أو اعلموا أهلي لن يردوا لكم طلباً !!! "

غادر سام و اتجه نحو مسكن الأميرة إيما باركر و الأمير نيد باركر , طرق الباب بلطف ,

خرج الأمير نيد باركر و عينيه منتفختين من البكاء , لقد كان في أسوء حالاته النفسية بعد الذي حدث معه و ما حدث لأبيه روبرت باركر .

سام :" أنا الأمير هاري , لقد جئت الى هنا لتفقد أحوالكما و سيسرني أن أقوم بتلبية احتياجاتكم !! "

فتح نيد الباب لسام و دخل أمامه , و تقدم سام بعده , جلس سام في فراش أحمر و جلس نيد باركر أمام سام .

نيد باركر :" لقد أنقد الملك أرسلان أبي روبرت باركر في الماضي و الآن لقد أنقدنا نحن أبنائه , لن أستطيع أن أشكره كفاية مهما فعلت !! "

سام :" اذا احتجتما أي شيء فأسرة مملكة القمر الملكية ستقوم بتقديمه لكما بسرور !! "

في الغرفة المجاورة كانت الأميرة إيما تبكي بحرقة و تسمع لكلام سام في نفس الوقت .

سام :" أيها الأميران لا تظنا أنكما سبب ما وقع ... هناك لعبة ضخمة تجري خلف الستائر قد تلوما نفسيكما لكن لن تجنيا شيئا بالبكاء فقط .

أيها الأمير نيد ستقول بأنك قصرت اتجاه مملكتك و ستقول الأميرة إيما أنها السبب و راء كل ما وقع , قد تقول لنفسها ربما ان قبلت بعرض الزواج لكان كل شيء على ما يرام , ان فعلتما فأنتما مخطئان , مملكة السماء الصافية وفية و لا تخون هذا سبب استهدافهم لكم , هناك خياران لا تالث لهما الأول ستسمران في البكاء الى أن توضعا في قبريكما و الثاني أن تقوما بتغيير الواقع بأفعالكما !! "

وقف سام و قال :" لربما كان كلامي قاسياً , لكنني قلت ما في قلبي و قلت ما أعتقد أنه صحيح !! "

خرج سام و توجه الى مكان اقامة الأميرة ديانا .

طرق الباب بلطف و خرج حارس الأميرة و نظر نحو سام باشمئزاز ..

سام يفكر :" لو ترى كيف تراني يا رجل !! "

الحارس :" ماذا تريد !؟؟ "

سام :" أبلغ الأميرة أن الأمير الثالث لمملكة القمر قد جاء لزيارتها !! "

" أدخله " سُمِع صوت رقيق و ضعيف من داخل البيت .

دخل سام خلف الحارس و تقدم نحو غرفة تواجد الأميرة ديانا .

الأميرة ديانا كانت تبدوا شاحبة .

سام :" لقد جئت لتفقد أحوالكِ , و يبدوا أن حالتك الصحية ليست بالجيدة على الاطلاق , سأقوم بدعوة طبيب لكِ "

كانت الأميرة تتحدث بصعوبة , لم يرد سام ازعاجها أكثر , لا شك أن الأخبار قد جعلتها في حالة يرثى لها !!

أرسل سام طبيباً من القصر الامبراطوري للأميرة ديانا .

و توجه لغرفته في القصر قصد نيل قسط من الراحة قبل الانطلاق ...

كان سام على مشارف فتح الباب للدخول لغرفته حينها سمع صوتاً مألوفاً !!؟؟

" ألم تشتق الينا و لو قليلاً يا رجل ؟؟ " قالها راي

شاو :" هاري لقد اخترقت الى المستوى السادس , مبروك عليك يا هاري"

سام :" لقد اشتقت اليكم حقاً .... تعالوا الى غرفتي لندردش قليلاً "

أمضى سام ساعات برفقة اخوته بالعهد بين ضحك و حزم لقد كانت ساعات ممتعة , و من ثم نام .

جاء الفجر و انتشر نور الشمس ببطئ !!

استيقظ سام و قام من فراشه , تجهز بسرعة و ارتدى ثوباً أسود مهيب .

سام :" أول مهمة لي ... آمل أن تمر على ما يرام ... قد لا أرى مدينة القمر مجدداً !! "

اختار سام حصانا قوياً و انطلق خارج المدينة بسرعة و بدون أن يثير حفيظة أحد !! .

سام يفكر :" آمل أن يكون الأمراء على ما يرام , آمل أيضاً أن ينجحوا "

انطلق سام بأقصى سرعة رفرف شعره مع الرياح و كذلك ردائه الأسود , محركاً بحصانه الغبار و حازماً أمره مع الحقيقة .

___ مدينة القمر ____

أرسلان :" ألكسندر , ضاعف الدوريات و استعدوا لأي هجوم مباغث , أسياد الصحوة مختلفون , قد يهجمون في أي و قت و من أي مكان !! "

ألكسندر :" لقد قمت بتصيد بعض الجواسيس من الطوفان هذا الصباح ... يستمرون في مراقبتنا , لقد خرج الأمراء و تأكدنا من تطهير الطريق من كافة الجواسيس ... لقد فعلوا كما أمرت ..!! "

أرسلان :" , لم نأسس منظمة الشعاع للعب مع مثل هؤلاء الأوغاد , أود الانتهاء منهم قريباً , جهز** العازل** , كما الخطة !! "

ألكسندر :" لقد تلقينا رسائل من الأعضاء في الجهة الشرقية , ستأتي بعض التعزبزات , الأعضاء الآخرون سيستمرون في المراقبة و وسيتصرفون في الحالات الحرجة .... على كل حال تدمير **المحول** مسألة شرف بالنسبة لنا !! "

أرسلان :" لهذا أريد أن أتفرغ للطائفة الشيطانية بسرعة , لا وقت لي للطوفان !! "

____الطريق الشرقي لمملكة القمر ___

كان ليون يقود حصانه بأقصى سرعة , رمحه الذهبي الجديد ذو المستوى السماوي , يلمع أثناء اصطدامه بخيوط الشمس البراقة لقد سمى رمحه + الرمح الثاقب + .

كان ليون يقود بأقصى سرعة بدون توقف ,,

____الطريق الجنوب الشرقي لمملكة القمر ___

كان سام يقود بأقصى سرعته , و يأمل في النجاح له و لأخوته ...

كان سام يمضي بدون توقف .. لتحقيق الخطة !!

حاملاً خنجريه المهيبين في حزامه و قد أسماهما + الفاصِلان +

____الطريق الجنوبي لمملكة القمر ___

كان ريتشارد يتقدم بسرعة أيضاً , لم يأبه براحة أو استراحة و انما كان يصارع الزمن لانجاز مهمته .. تجهز ريتشارد بسيف من المستوى السماوي و سمّى السيف + قاطع الصلب +

مضى الاخوة في طرق مختلفة و لكنهم يتشاركون ايمان واحد و هدف واحد

<<

"منظمة الطوفان يجب أن تسقط , امبراطورية مارس المريضة يجب أن تشفى , الدماء يجب أن تحقن , لقد خرج السهم من القوس و لا رجعة في الأمر الآن ... "

_________________________________________________________________________________

ملاحظات :

أرسلان : ملك مملكة القمر و مملكة القمر العميقة و قائد منظمة الشعاع

ألكسندر : أخ أرسلان ورئيس أركان منظمة الشعاع

هاري= سام : الأمير الثالث لمملكة القمر

ليون : أخ سام الأمير الأول لمملكة القمر

ريتشارد : أخ سام الثاني و الامير الثاني لمملكة القمر

آنا : سيدة من منظمة الشعاع

رايفن :سيد من منظمة الشعاع

المستشاران : عماد من أعمدة المنظمة من ناحية الخبرة و الذكاء الاستراتيجي

جاي : رجل كبير في السن و ملك مملكة النجوم (دمرت)

نيد باركر : أمير مملكة السماء الصافية ( مدمرة )

إيما باركر : أميرة مملكة السماء الصافية ( مدمرة )

الأميرة ديانا : أميرة امبراطورية

سأقوم بتنقيح الفصل لا حقاً !!

2021/01/03 · 252 مشاهدة · 4128 كلمة
-- --
نادي الروايات - 2024